كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

هي وقوفًا (¬1). قال الزجاج (¬2): احبسوهم.
وقال الكلبي: وقفوا قبل ذلك وحوسبوا حين قدموا على الله (¬3). يعني أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، والأمر بوقفهم يكون قبل الأمر بسوقهم إلى صراط الجحيم، روي عن ابن عباس أنه قال: وقفوا قبل ذلك.
قال المفضل (¬4): يجوز أن يكون التقديم والتأخير: قفوهم واهدوهم.
وقال مقاتل: فلما سيقوا إلى النار حبسوا (¬5). وعلى هذا الحبس كان (¬6) بعد السوق والكلام على وجهه ونظمه، كأنه قيل: واهدوهم إلى صراط الجحيم، فإذا انتهوا إلى الصراط قبل وقفوهم (¬7) للسؤال على الصراط.
{إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} قال ابن عباس: عن أعمالهم في الدنيا وأقاويلهم (¬8).
وقال مقاتل (¬9): سألتهم خزنة جهنم {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (¬10) [الزمر: 71]، ويجوز أن يكون هذا السؤال ما ذكر بعد وهو
¬__________
(¬1) انظر: "تهذيب اللغة" 9/ 333 (وقف)، "مقاييس اللغة" ص 1101 (وقف).
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 302.
(¬3) انظر: "القرطبي" 15/ 74.
(¬4) لم أقف على قول المفضل.
(¬5) "تفسير مقاتل" 110 ب.
(¬6) في (أ): (كانوا)، وهو خطأ.
(¬7) في (أ): (وقفوهم السؤال)، وهو خطأ.
(¬8) انظر: "البغوي" 4/ 25، "القرطبي" 15/ 74، "زاد المسير" 7/ 53.
(¬9) "تفسير مقاتل" 110 ب.
(¬10) قوله: (ألم يأتكم رسل منكم) غير مثبت في (أ)، وعدم إثباته خطأ.

الصفحة 35