كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قوله: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ} أي: أنهم مسؤولون توبيخًا لهم فيقال: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ} (¬1) أي: لا تتناصرون.
قال ابن عباس: لا ينصر بعضكم بعضًا كما كنتم في الدنيا، وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر: نحن جميع منتصر، فقيل لهم ذلك اليوم: ما لكم غير متناصرين (¬2).
وقال مقاتل (¬3): يقول للكفار ما لشركائكم لا يمنعونكم من العذاب.

26 - قال الله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} يقال: استسلم للشيء إذا انقاد له وخضع. قال أبو عبيدة: والمستسلم الذي يعطى بيده (¬4).
وقال الكسائي (¬5): ملقون بأيديهم.
وقال المفضل (¬6): أذلاء منقادون لا حيلة لهم في أنفسهم، لا العابد ولا المعبود.
وقال ابن عباس: ألقوا بأيديهم وضلت حجتهم (¬7).
وقال أبو صالح: استسلم العابد والمعبود عند ذلك وعرفوا أنه الحق (¬8). ومعنى استسلم: طلب السلامة بترك المنازعة.
¬__________
(¬1) سقط من (أ) قوله: (لا).
(¬2) ذكره الثعلبي في "تفسيره" 3/ 240 ب، "البغوي" 4/ 25، "القرطبي" 15/ 74.
(¬3) "تفسير مقاتل" 110 ب.
(¬4) "مجاز القرآن" 12/ 68.
(¬5) لم أقف على قول الكسائي. وأورده الشوكاني في "فتح القدير" 4/ 379 ونسبه للأخفش.
(¬6) لم أقف على قول المفضل. وأورده الشوكاني في "فتح القدير" 4/ 379 ولم ينسبه.
(¬7) لم أقف عليه عن ابن عباس. وأورده الطبرسي 8/ 689، ولم ينسبه.
(¬8) لم أقف عليه عن أبي صالح.

الصفحة 36