كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

27 - قوله: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} قال ابن عباس: يريدهم والشياطين (¬1)، وقيل الرؤساء والأتباع (¬2).
وقوله: {يَتَسَاءَلُونَ} أي يسأل بعضهم بعضًا، قال مقاتل (¬3) والكلبي (¬4): يتكلمون فيما بينهم أي يختصمون، وهذا التساؤل عبارة عن التخاصم والتكلم، وهو سؤال التأنيب. يقولون: غررتمونا. وتقول أولئك لهم: قبلتم منا. وقال في موضع آخر: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ} [القلم: 30]، وهذا التساؤل متضمن لمعنى التلاوم وليس ذلك تساؤل المستفهمين، بل هو تساؤل التوبيخ فهو نفس التلاوم.

28 - ثم ذكر ذلك التخاصم والتلاوم وهو قوله: {قَالُوا} أي الكفار للشياطين أو الأتباع للرؤساء: {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}، قال ابن عباس (¬5): يريد من قبل الحق، وهو لفظ مقاتل (¬6).
وقال الكلبي (¬7): يقول تأتوننا من قبل الدين فتزينون لنا ضلالتنا التي كنا عليها، ونحو ذلك قال الضحاك (¬8).
¬__________
(¬1) "تفسير ابن عباس" ص 375 بهامش المصحف.
(¬2) ذكره الماوردي 5/ 45، ولم ينسبه، وكذا ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 54.
(¬3) "تفسير مقاتل" 110 ب.
(¬4) لم أقف عليه عن الكلبي، وقد ذكره الماوردي 5/ 45 عن ابن عباس، وذكره البغوي 4/ 26 غير منسوب لأحد.
(¬5) انظر: "القرطبي" 15/ 75، وذكره الماوردي 5/ 46، ونسبه لمجاهد.
(¬6) "تفسير مقاتل" 110 ب.
(¬7) انظر: "الماوردي" 5/ 45.
(¬8) انظر: "تفسير الثعلبي" 3/ 241 أ، "البغوي" 4/ 26، "زاد المسير" 7/ 54.

الصفحة 37