كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

45 - قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} قال أبو عبيدة: الكأس الإناء بما فيه (¬1). وقال أبو إسحاق: (الكأس الإناء إذا كان فيه خمر، ويقع الكأس لكل إناء مع شرابه) (¬2). والمفسرون فسروا الكأس بالخمر، وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل (¬3).
وقال الضحاك: كل كأس في القرآن إنما عني به الخمر (¬4). وهذا منهم توسع، وذلك أنهم لما كان المراد بإدارة الكأس إدارة ما فيه لا الإناء فسروه بما هو المراد.
وقوله: {مِنْ مَعِينٍ} مضى الكلام مستقصى في تفسير المعين عند قوله: {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50] (¬5).
قال الكلبي (¬6): يطوف عليهم خدمهم بخمر بيضاء من معين، والمعين الظاهر.
وقال مقاتل: من معين يعني الجاري (¬7).
وفي المعين قولان: أحدهما (¬8): أنه الظاهر الذي تراه العيون. والثاني: أنه الجاري السايح وقد ذكرناهما.
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 2/ 169.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 303.
(¬3) لم أقف عليه عن عطاء والكلبي، وانظر: "تفسير مقاتل" 110 ب.
(¬4) انظر: "المحرر الوجيز" 4/ 471، "القرطبي" 15/ 77، "زاد المسير" 7/ 56.
(¬5) قال: قال ابن عباس في رواية عكرمة يعني أنهار دمشق، وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: المعين الماء، وروى جابر عنه أنه الماء الجاري وهو قول مقاتل.
(¬6) لم أقف على قول الكلبي.
(¬7) "تفسير مقاتل" 111 أ.
(¬8) في (أ): (أحدها).

الصفحة 44