كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

46 - وقوله: {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} قال الحسن: خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن (¬1).
وقوله: {لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} يجوز أن يكون اللذة مصدراً سمي به. قال الليث: (اللذ واللذيذ يجريان مجرىً واحداً في النعت، يقال شراب لذ ولذيذ) (¬2). قال الله تعالى: {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}، وقال تعالى: {مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} [محمد: 15]، وبذلك سمي النوم (¬3) الاستلذاذة، وعلى هذا لذة بمعنى اللذيذة. وقال أبو إسحاق: أي ذات لذة (¬4). فعلى هذا حذف المضاف.

47 - قوله: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} قال الفراء: العرب تقول ليس فيها غيلة وغائلة وغول (¬5) سواء.
وقال أبو عبيدة: (الغول أن تغتال عقولهم وأنشد قول مطيع بن إياس (¬6):
وما زالت الكأس تغتالهم ... وتذهب بالأول الأول (¬7)
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 6/ 24، "البغوي" 4/ 27، "مجمع البيان" 8/ 692.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" 14/ 409 (لذَّ).
(¬3) في (أ): زيادة (إلى)، وهو خطأ.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 303
(¬5) "معاني القرآن" 2/ 385.
(¬6) هو: مطيع بن إياس الكناني من بني ليث بن بكر وقيل من بني الديل بن بكر، يكنى أبا مسلم، شاعر ظريف حلو العشرة، مليح النادرة، وكان متهمًا بالزندقة، أدرك الدولتين الأموية والعباسية، ولاه المهدي العباسي الصدقات بالبصرة ومات فيها. انظر: "معجم الشعراء" ص 480، "خزانة الأدب" 10/ 223، "سمط اللآلئ" ص 600، "الأعلام" 11/ 509 (غول)، "الدر المصون" 5/ 552، "البحر المحيط" 7/ 350.
(¬7) "مجاز القرآن" 2/ 169.

الصفحة 45