كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وقال مقاتل: يعني لولا ما أنعم الله علي بالإسلام (¬1).
وقال الكلبي: لولا النعمة بالإسلام (¬2).
{لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} قالوا جميعًا: أي معك في النار، وهو قول مقاتل (¬3) وقتادة.
وقال ابن عباس: من المعذبين (¬4). ومعناه من المحضرين العذاب.
وقال أبو إسحاق: أي أُحضَرَ العذاب كما أُحضرتَ (¬5).
وقال الفراء: لكنت معك في النار محضرًا (¬6).
وقال صاحب النظم: لما قال ولولا نعمة ربي، دلَّ هذا الإحضار ليس هو لخير إنما هو لشر، وهذا مقتضى من قوله: {فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} [الروم: 16]، ومن قوله: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم: 68]، ومما جاء في مثله قوله: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات: 127]، وهذا أيضًا مُستَدلٌ عليه بقوله: {فَكَذَّبُوهُ} لأن جزاء التكذيب لا يكون إلا شرًا. وقوله: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 98]، والحضور قد يكون للخير والشر إلا أن قوله: {أَعُوذُ بِكَ} يدل على أنه للشر، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذه الحشوش محتضرة" (¬7)، أي الشياطين تحضر من
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 111 أ.
(¬2) لم أقف عليه عن الكلبي، وانظر: المصادر السابقة.
(¬3) "تفسير مقاتل" 111 أ، "تفسير عبد الرزاق" 2/ 149.
(¬4) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 377.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 306.
(¬6) لم أقف عليه في "معاني القرآن". وانظر القول منسوبًا له في "القرطبي" 15/ 84.
(¬7) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" 4/ 369 - 373، وأبو داود في "سننه"، كتاب: الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء 1/ 2 رقم 6, وابن ماجه =

الصفحة 57