كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قوله تعالى: {أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ} لم يذكر المفسرون للزقوم تفسيرًا إلا ما ذكر الكلبي: أن ابن الزبعرى قال: أكثر الله في بيوتكم الزقوم (¬1). فإن أهل اليمن يدعون التمر والزبد الزقوم. فقال أبو جهل لجاريته: ويحك زقِّمينا، فأتته بزبد وتمر. فقالت: تزقموا (¬2).
وقال الليث: لما نزلت آية الزقوم لم يعرفه قريش، فقدم رجل من أفريقية فسئل عنه فقال: الزقوم بلغة أفريقية التمر والزبد (¬3). فهذا الذي ذكروا معلوم أن الله تعالى لم يرد الزقوم هاهنا الزبد والتمر.
قال أهل المعاني: الزقوم: ثمر شجرة مرة الطعم جدًا، من قولهم: تزقم هذا الطعام إذا تناوله على تكرُّه ومشقَّة شديدة (¬4).
وقال ابن زيد: إن يكن للزقوم اشتقاق (¬5) فمن التزقم، وهو الإفراط من أكل الشيء، حتى يُكره ذلك. يقال: بات فلان (¬6) يتزقم. الكسائي وأبو عمرو: الزقم واللقم واحد هذا كلامهم (¬7). وإذا كان الزقم بمعنى اللقم،
¬__________
= قال المؤلف هناك: النزل: ما يهيأ لضيفٍ أو لقومٍ إذا نزلوا موضعًا.
(¬1) أكثر المفسرين ذكروا قول ابن الزبعري، ولم أقف على من نسبه للكلبي. وانظر: "بحر العلوم" 3/ 116، الثعلبي 3/ 242 أ، "البغوي" 4/ 29، "القرطبي" 15/ 85، "مجمع الييان" 8/ 696.
(¬2) انظر: المصادر السابقة، "القرطبي" 23/ 63.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" 8/ 441 (زقم)، وأورده ابن منظور في "اللسان" 12/ 268 (زقم) عن ابن سيده.
(¬4) لم أقف على قول أهل المعاني.
(¬5) في (ب): (اشتقاقاً).
(¬6) "جمهرة اللغة" 3/ 14. وانظر: "تهذيب اللغة" 8/ 440 (زقم).
(¬7) لم أقف على كلام الكسائي وأبو عمرو عنهما. وانظره في "تهذيب اللغة" 8/ 440 (زقم)، "جمهرة اللغة" 3/ 14.

الصفحة 60