كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وقال الزجاج: يتبعون آبائهم اتباعًا في سرعة، كأنهم يزعجون إلى إتباعهم، يقال: هرع وأهرع إذا استحث وأسرع (¬1).
وذكرنا الكلام في هذا الحرف عند قوله: {يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} [هود: 78].
قوله: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ} قال ابن عباس: قبل قومك (¬2). (أكثر الأولين) يريد: الأمم الخالية. قال الكلبي: من لدن آدم فهلم جرا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- (¬3).
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ} قال ابن عباس: فيمن مضى من الأمم (¬4). {مُنْذِرِينَ} يريد: مرسلين (¬5). قال الكلبي: معنى أرسلنا فيهم كما أرسلنا إلى قومك.
قوله: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ} أي الذين أنذروا العذاب.
قال مقاتل: يقول كان عاقبتهم العذاب يحذر كفار مكة تكذيبًا بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، فنزل بهم العذاب في الدنيا كما نزل بالأمم الخالية (¬6).
ثم استثنى، فقال: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} يعني الأمم الموحدين، نجوا من العذاب في الدنيا بالتوحيد. قال ابن عباس: يريد الذين استخلصهم الله من الكفر (¬7).
¬__________
(¬1) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 307.
(¬2) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 376، وانظر: "الوسيط" 3/ 527، "مجمع البيان" 8/ 698، "زاد المسير" 7/ 64.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) لم أقف عليه. وانظر: "بحر العلوم" 3/ 117، "الوسيط" 3/ 527، "مجمع البيان" 8/ 699، فقد ذكروا نحوه دون نسبة لأحد.
(¬5) لم أقف عليه، وانظر: المصادر السابقة.
(¬6) "تفسير مقاتل" 111 ب.
(¬7) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 376.

الصفحة 65