كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

قال الفراء: (أي تركنا عليه هذه الكلمة كما تقول: قرأت الحمد لله رب العالمين، فتكون الجملة في معنى نصب، وإنما يرفعها بالكلام كذلك: سلام على نوح ترفعه بعلى في تأويل نصب، فلو كان سلامًا بالنصب كان صوابًا) (¬1). وكذا هو في قراءة عبد الله (¬2).
وقال أبو إسحاق: أي تركنا عليه الذكر الجميل إلى يوم القيامة، وذلك الذكر قوله: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ} أي: تركنا عليه في الآخرين أن (¬3) يصلى عليه إلى يوم القيامة (¬4).

80 - قوله: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال مقاتل: جزاه الله بإحسانه الثناء الحسن في العالمين (¬5).
قوله: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ} أي: من شيعة نوح، أي: من أهل ملته ودينه ومنهاجه وسنته {لَإِبْرَاهِيمَ}، وهذا من قول قتادة ومجاهد والمفسرين (¬6).
وقال الكلبي: يقول من شيعة (¬7) محمد -صلى الله عليه وسلم- (¬8)، وهذا اختيار الفراء، قال: يقول: إن من شيعة محمد -صلى الله عليه وسلم- لإبراهيم، يقول على دينه ومنهاجه،
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" 2/ 387.
(¬2) انظر: "الدر المصون" 5/ 507، "البحر المحيط" 7/ 349.
(¬3) في (أ): (أي نصلى)، وهو خطأ.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 308.
(¬5) "تفسير مقاتل" 112 أ.
(¬6) انظر: "الطبري" 23/ 69، الثعلبي 3/ 242 ب، "بحر العلوم" 3/ 117، "تفسير مجاهد" ص 542.
(¬7) في (أ): (شيعته).
(¬8) انظر: "بحر العلوم" 3/ 117، "زاد المسير" 7/ 66.

الصفحة 68