كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

فهو من شعته وإن كان سابقًا له (¬1). وتفسير الشيعة قد سبق عند قوله: {هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص: 15] (¬2)

84 - وقوله: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} قال الكلبي ومقاتل: خالص من الشرك وهو قول المفسرين (¬3)، والمعنى أنه سلم من الشرك فلم يشرك بالله.
وقال أبو إسحاق: سليم من كل دنس (¬4). وروى عطاء عن ابن عباس قال: كان يحب للناس ما يحب لنفسه، وسلم كل الناس من غشمه وظلمه، وأسلم الله بقلبه ولسانه ولم يعدل به [أحدًا] (¬5) (¬6). ويدل على أن المراد سلامته من الشرك أنه ذكر بعد إنكاره على قومه الشرك بالله.

85 - قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} وهذا استفهام توبيخ كأنه وبخهم على عبادة غير الله.
86 - فقال: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} قال المبرد: الإِفك أسوأ الكذب (¬7)، وهذا مما سبق تفسيره.
وقوله: {تُرِيدُونَ} قال ابن عباس: تعبدون، وتقدير الآلهة (¬8):
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" 2/ 388.
(¬2) شيعة الرجل هم جماعته وأنصاره. "اللسان" 8/ 188 (شيع).
(¬3) "تفسير مقاتل" 112 أ، ولم أقف عليه عن الكلبي. وانظر: "الطبري" 23/ 70، "بحر العلوم" 22/ 476، "البغوي" 3/ 390، "زاد المسير" 6/ 130.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 308.
(¬5) ما بين المعقوفين بياض في (ب).
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) انظر: "القرطبي" 15/ 92، "فتح القدير" 4/ 401.
(¬8) هكذا جاءت في النسخ، وهو خطأ لأن السياق يقتضي أن يكون وتقدير الآية.

الصفحة 69