كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

وقال الليث: يقال للإنسان إذا تفكر ليدبر حجة وينظر في أمرٍ كيف يدبره نظر في النجوم. قال: وهكذا ما جاء (¬1) عن الحسن في تفسيره، أي: فكر ما الذي يصرفهم عنه إذا كلفوه الخروج معهم) (¬2) وعلى هذا معنى {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} أي تفكر وتدبر ولم يكن هناك نجم ولا ينظر فيه. وعلى قول الضحاك (¬3) واختيار الزجاج (¬4). وهذا كما أنك تقول لمريض إذا استدللت على صحته بشيء: إنك صحيح، أي: ستصح، وتقول لمن رأيته على أوقات السفر: إنك مسافر (¬5)، وتأول في السقم أن كل واحد وإن كان معافاً لابد وأن يسقم ويموت قال الله [تعالى] (¬6): {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] أي إنك ستموت فيما يستقبل. وذكرنا الكلام في هذا مستقصى عند قوله: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63] قال أبو إسحاق: (أوهمهم أن به الطاعون {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} فراراً من أن يعدى إليهم الطاعون) (¬7). قال ابن عباس: مدبرين هاربين (¬8).
وقال الكلبي ومقاتل: ذاهبين إلى عيدهم (¬9).

91 - قوله: {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ} قال المفسرون: مال إليها وهو ميل في
¬__________
(¬1) هكذا في النسخ، والصواب كما في "تهذيب اللغة" بدون ما.
(¬2) "تهذيب اللغة" 11/ 128 (نجم).
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 6/ 42، "القرطبي" 15/ 93.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 308.
(¬5) انظر: "تفسير الفخر الرازي" 26/ 148.
(¬6) ما بين المعقوفين غير مثبت في (أ).
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 308.
(¬8) لم أقف عليه عن ابن عباس، وانظر: "الطبري" 23/ 72، "القرطبي" 15/ 93.
(¬9) "تفسير مقاتل" 112 أ، وانظر: "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 377.

الصفحة 72