كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

الحسن ومقاتل وابن زيد، قالوا: هو العبادة والعمل الذي تقوم به الحجة، وهو ما بعد البلوغ (¬1).
قوله: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} قال مقاتل: رأى ذلك إبراهيم ثلاث ليال متتابعات (¬2).
وقال محمد بن كعب: كانت الرسل يأتيهم الوحي من الله أيقاظًا ورقوداً (¬3)، وذلك أن الأنبياء لا تنام قلوبها. وقال عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي.
وقال السدي: كان إبراهيم حين بشر بإسحاق قبل أن يولد له قال: هو إذًا لله ذبيح (¬4). فقيل لإبراهيم في منامه: قد نذرت نذرًا فَفِ بنذرك، فلما أصبح قال: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.
وقال أبو إسحاق: رؤيا الأنبياء وحي بمنزلة الوحي إليهم في اليقظة (¬5). هذا كلام أهل التفسير في ظاهر [الرؤيا]، (¬6). وظاهر اللفظ دل على أنه رأى في المنام أنه يذبح ابنه، والتفسير يدل على أنه رأى في المنام ما يوجب أنه يذبح ابنه في اليقظة، فيكون تقدير اللفظ: إني أرى في المنام ما يوجب أني أذبحك، فموجب الذبح رُئِيَ في المنام لا الذبح، وذكر في
¬__________
(¬1) انظر: "الطبري" 23/ 77، "البغوي" 4/ 32، "القرطبي" 15/ 99.
(¬2) "تفسير مقاتل" 112 ب.
(¬3) انظر: "القرطبي" 15/ 101، وقد ذكر القول مقاتل في "تفسيره" 112 ب، وذكره البغوي 4/ 33 عن مقاتل.
(¬4) انظر: "البغوي" 4/ 33، "القرطبي" 15/ 102.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 4/ 310.
(¬6) ما بين المعقوفين بياض في (ب).

الصفحة 82