والشعبي والحسن ومجاهد في رواية ابن أبي نجيح، وابن عباس في رواية عطاء، وعامر ومجاهد بن كعب ومحمد بن إسحاق (¬1). وسياق هذه الآيات تدل على أنه إسحاق لأنه قال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}، ولا خلاف (¬2) أن هذا إسحاق. قال: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} فعطف بقصة الذبح على ذكر إسحاق، وقوله بعد ذكر هذه القصة: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} قال عكرمة: بشر بنبوته (¬3).
وقال قتادة: بعد الذي كان من أمره (¬4)، غير أن محمد بن كعب احتج على أنه إسماعيل بقوله: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} قال: يقول بابن وابن ابن، فلم يكن يأمره بذبح إسحاق ولد من الله من الموعود ما وعده (¬5). وقد قال أبو إسحاق: (الله أعلم أيهما الذبيح (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "الطبري" 23/ 82، "بحر العلوم" 3/ 119، "تفسير الثعلبي" 3/ 243 ب، "القرطبي" 15/ 99 - 101، "البغوي" 4/ 32.
(¬2) قول المؤلف رحمه الله هنا ولا خلاف أن هذا إسحاق. فيه نظر إذ الخلاف مشهور جدًّا في تحديد الذبيح، وإن كان الراجح والله أعلم أنه إسماعيل كما سيأتي معنا.
(¬3) انظر: "الطبري" 23/ 89، "القرطبي" 15/ 101، "زاد المسير" 7/ 78.
(¬4) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 154، "زاد المسير" 7/ 87.
(¬5) أخرجه: الطبري في "تفسيره" 23/ 84، والحاكم في "المستدرك" "كتاب التاريخ" ذكر إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما 2/ 555، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في "الدر" 7/ 106، وزاد نسبته لعبد بن حميد عن محمد بن كعب.
(¬6) اختلف العلماء قديمًا وحديثًا في تعيين الذبيح من هو من ولدي إبراهيم، هل هو إسماعيل أم إسحاق إلى ثلاثة أقوال: فمنهم من يرى أنه إسماعيل، وقد ذكر المؤلف بعضًا ممن قال بهذا القول. ومنهم من يرى أنه إسحاق، وقد ذكر المؤلف كذلك بعضًا ممن قال بهذا القول. وذهب بعضهم إلى التوقف في المسألة نظرًا لطول الخلاف فيها وقدِمه، ولعدم وجود دليل صريح وواضح من الكتاب أو =