كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

ابن عباس (¬1).
وقوله: {عَظِيمٍ} قال مجاهد: متقبل (¬2). وعلى هذا سمي عظيمًا لعظم قدره، حيث قبل فداء عن إبراهيم. وعند غيره سمي عظيمًا لعظمه وسمنه. قال سعيد بن جبير: حق له أن يكون عظيمًا وقد رعى في الجنة أربعين خريفًا (¬3).

108 - قوله: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} مفسر في قصة نوح (¬4) إلى قوله: {كَذَلِكَ} وقد ذكرنا في هذه القصة {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، والمراد بذلك جزاء إبراهيم وابنه حين أطاعا فيما ابتليا به، فجوزيا بالعفو والفداء.
والمراد بقوله: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} جزاء إبراهيم وحده. قال مقاتل: جزاه الله بإحسانه الثناء الحسن في الناس (¬5).

112 - قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}، من جعل الذبيح إسماعيل جعل معنى قوله: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} أن الله تعالى بشره بولد نبي بعد هذه القصة جزاءً لطاعته. ومن جعل الذبيح إسحاق قال: بشر بنبوته. وهذا قول عكرمة (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: المصادر السابقة، "تفسير الثعلبي" 3/ 247 ب. وقد أورد هذا الأثر السيوطي في "الدر المنثور" 7/ 105، وعزاه لأحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعبه عن ابن عباس.
(¬2) "تفسير مجاهد" ص 545.
(¬3) انظر: "الطبري" 23/ 87، "تفسير الثعلبي" 3/ 247 ب، "زاد المسير" 7/ 77.
(¬4) عند الآية 78 من هذه السورة.
(¬5) "تفسير مقاتل" 113 أ.
(¬6) انظر: "الطبري" 23/ 81، "البغوي" 4/ 34، "زاد المسير" 7/ 72.

الصفحة 95