كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

ونحو ذلك قال مقاتل (¬1): بشر إبراهيم بنبوة إسحاق بعد العفو عنه.
قوله: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} يعني كثرة ولدهما وذريتهما، وهم الأسباط كلها.
قوله: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} أي: أنعمنا عليهما بالنبوة، قاله مقاتل (¬2) وغيره (¬3). وقوله: {مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} أكثر المفسرين على أنه الغرق، أغرق الله فرعون وقومه ونجى بني إسرائيل. ويذهب بعضهم إلى أنه نجاهم من استعباد فرعون إياهم، وما كان يصيبهم من جهته من البلاء (¬4)، وهو قوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: 49].

123 - قوله: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} أكثر أهل التفسير على أن إلياس نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه. وروي عن ابن مسعود أنه قرأ: (وإن إدريس) وقال: إلياس هو إدريس (¬5) نحو إسرائيل ويعقوب. وهذا قول عكرمة (¬6). وقرأ ابن عامر: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ} بغير همز، وله وجهان، أحدهما: أنه حذف الهمزة من إلياس حذفًا كما حذفها ابن
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 113 أ.
(¬2) "تفسير مقاتل" 113 أ.
(¬3) ذكر هذا القول كثير من المفسرين دون نسبة لأحد. انظر: "الطبري" 23/ 95، "بحر العلوم" 3/ 122، "تفسير الثعلبي" 3/ 247 ب.
(¬4) انظر: المصادر السابقة، وكذلك: البغوي 4/ 35، "زاد المسير" 7/ 79، "مجمع البيان" 8/ 711.
(¬5) انظر: "الماوردي" 5/ 64، "البغوي" 4/ 36، "زاد المسير" 7/ 79.
(¬6) انظر: "البغوي" 4/ 36، "القرطبي" 15/ 115.

الصفحة 96