كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 19)

ذكره أهل اللغة بمعنى المالك والسيد والرب، ومنه سمي الزوج بعلًا (¬1). ويقال أنا بعل هذه الدابة.
قال مقاتل: وهي بلغة اليمن (¬2).ويمكن أنهم سموا صنمهم بعلًا لهذا المعنى، فيكون في هذا جمع بين القولين في البعل.
قوله: {وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} قال مقاتل: وتذرون عبادة أحسن الخالقين فلا تعبدونه (¬3).

126 - {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}، قرئ بالرفع على الاستئناف لتمام الكلام الأول، والمعنى: أنه خالقكم ورازقكم، فهو الذي تحق له العبادة دون من لا يبصر ولا يسمع ولا يغني عن أحد شيئًا. وقرئ بالنصب على صفة أحسن الخالقين، ليكون الكلام فيه وجه واحد (¬4).
127 - {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}، قال ابن عباس والمفسرون: لمحضرون النار غدًا (¬5). وقد ذكرنا الكلام في هذا عند قوله: {لَكُنْتُ مِنَ
¬__________
= ينشد ضالة فقال آخر أنا بعلها أي ربها. أما ما أُثبِتَ في النسخ فيظهر أن فيه تصحيفًا إذ الكلام فيه اضطراب، وذكرها كذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 80.
(¬1) انظر: "تهذيب اللغة" 2/ 412 (بعل)، "اللسان" 11/ 59 (بعل).
(¬2) "تفسير مقاتل" 113 أ، وفي كتاب "غريب القرآن" لابن عباس ص 62. قال: هي بلغة حمير.
(¬3) "تفسير مقاتل" 113 أ.
(¬4) انظر: "علل القراءات" 2/ 578، "الحجة" 6/ 63، "المبسوط في القراءات العشر" ص 317.
(¬5) "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 37. وانظر: "الطبري" 23/ 94، "البغوي" 4/ 41، "زاد المسير" 7/ 81.

الصفحة 99