كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

وينفخ الكافر حتى يَنْقذَ (¬1).

11 - قوله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ} من صفة قوله: (بِدُخَانٍ) والناس على القول الأول في الدخان: أهل مكة. وعلى القول الثاني: عام (¬2).
قوله تعالى: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} قال الفراء: يراد به ذلك العذاب. قال: ويقال: إن الناس كانوا يقولون لهذا الدخان: عذاب (¬3)، وعلى هذا تقدير الكلام يقولون: هذا عذاب أليم، وقال صاحب النظم: (هذا) إشارة إليه وإخبار عن دنوه واقترابه، كما يقال في الكلام: هذا الشتاء فاعدد له، وهذا العدو فاستقبله، على التقريب.

12 - قوله تعالى: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} هذا على ما ذكرنا من التقدير: يقولون هذا عذاب أليم ربنا اكشف، وإن لم يضمروا القول هناك أضمرت هنا، والعذاب قال الكلبي: الجوع والدخان (¬4) {إِنَّا مُؤْمِنُونَ} أي: بمحمد والقرآن.
13 - قال الله تعالى: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى}، قال ابن عباس: كيف يتعظون، والمعنى أن الله أبعد عنهم الاتعاظ والتذكير بعد توليهم عن محمد وتكذيبهم إياه (¬5). وهو قوله: {وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} بين الرسالة لم يكن عندهم بكذاب.
¬__________
(¬1) أخرج ذلك عبد الرزاق عن علي. انظر: تفسيره 2/ 206، وأورده السيوطي في الدر عن علي، وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. انظر: "الدر المنثور" 7/ 407.
(¬2) ذكر ذلك القرطبي في "الجامع" 16/ 131.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 40.
(¬4) انظر: "تنوير المقباس" 496.
(¬5) ذكر ذلك القرطبي عن ابن عباس. انظر "الجامع" 16/ 132.

الصفحة 100