كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قال مقاتل: يقول خل سبيلهم فإنهم أحرار فلا تستعبدهم (¬1).
وذكر الفراء والزجاج وجهًا آخر وهو: أن يكون {أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} نصبًا على النداء، ويكون المعنى: أن أدوا إلى ما أمركم الله به يا عباد الله (¬2)
وذكر الأزهري وجهًا آخر وهو: أن يكون: {أَدُّوا إِلَيَّ} بمعنى استمعوا إلى، كأنه يقول: أدوا إلى سمعكم أبلغكم رسالة ربكم (¬3).
قوله تعالى: {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} قال ابن عباس: ائتمنني الله على وحيه (¬4).

19 - {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} قال: لا تتجبروا على الله.
وقال قتادة: لا تعتدوا على الله، وقال مقاتل: يريد وحِّدوه (¬5).
{إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} بحجة بينة يخضع لها كل جبار، وقال الحسن: لا تستكبروا على الله بترك طاعته، وعن ابن عباس: لا تطغوا بافتراء الكذب على الله (¬6).

20 - قال المفسرون: فلما قال لهم هذا، توعدوه بالقتل (¬7)، فقال:
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 820.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 40، و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 425.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (أدى) 14/ 230.
(¬4) لم أقف عليه منسوبًا لابن عباس. وانظر: "تفسير البغوي" 7/ 230، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 134.
(¬5) أخرج الطبري عن قتادة بلفظ: (لا تبغوا على الله). انظر: تفسيره 13/ 119 , و"تفسير مقاتل" 3/ 820.
(¬6) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 119، و"تفسير الماوردي" 5/ 249.
(¬7) انظر: "تفسير الثعلبي" 10/ 95 ب، و"تفسير الماوردي" 7/ 231، و"تفسير البغوي" 231، و"تفسير الوسيط" 4/ 88.

الصفحة 104