كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

سنامين أي: فجوة. فقال: رهى ما بين رجليه أي: فتح (¬1)، ونحو هذا قال مجاهد فيما روى عنه إسحاق بن عبد الله بن الحارث (¬2) قالا: (رهوًا) طريقًا (¬3)، يعنون الطريق بين الماء، ونحو هذا قال في رواية الوالبي: سمتًا (¬4)، وهو بمعنى: الطريق.
وعبارات المفسرين في تفسير الرهو مختلفة، وذكرنا ما وافق اللغة، قال الربيع: سهلاً (¬5)، وقال الضحاك: دمثًا (¬6)، وقال عكرمة: يبسًا (¬7)، وكل هذا من نعت الطريق الذي أظهره الله في البحر، وكأن ذلك الطريق يجمع هذه الأوصاف، وقال أبو سعيد: الرهو ما اطمأن وارتفع ما حوله (¬8).
وقوله: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} يريد دعه كما فلقته لك؛ لأن الطريق في البحر كان رهوًا بين ملقى البحر، وهذا القول أيضًا من نعت الطريق غير أنه
¬__________
(¬1) انظر: "تهذيب اللغة" (رها) 6/ 405.
(¬2) هو إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة العامري مولاهم، ويقال: الثقفي، وقد ينسب إلى جده، أرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عن أبي هريرة وابن عباس مرسلاً، وذكره ابن حبان في الثقات في التابعين، وأخرج له ابن خزيمة في صحيحه. انظر: "تهذيب التهذيب" 1/ 238.
(¬3) انظر: "تفسير الماوردي" 5/ 250، و"الدر المنثور" 7/ 410.
(¬4) أخرج ذلك الطبري من رواية علي بن أبي طلحة 13/ 121، ونسبه الماوردي لابن عباس 5/ 250.
(¬5) أخرج ذلك الطبري عن الربيع 13/ 121، وذكره الماوردي 58/ 250، ونسبه القرطبي للربيع. انظر: "الجامع" 16/ 137.
(¬6) أخرج ذلك الطبري عن الضحاك 13/ 122.
(¬7) أخرج ذلك الطبري عن عكرمة 13/ 122، ونسبه القرطبي لعكرمة. انظر: "الجامع" 16/ 137.
(¬8) انظر: "تهذيب اللغة" (رها) 6/ 406.

الصفحة 108