كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

يدخل بينهما فإن اعترف أخرج فرجم، وإن لم يعترف [النصاعليه فتعلناه] (¬1) ويعمل الرجل الذنب فيصبح يجده مكتوبًا على بابهن وأمور كثيرة.

34، 35 - ثم رجع إلى ذكر كفار مكة فقال: {إِنَّ هَؤُلَاءِ} يعني: كفار مكة {لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ} إضمار على شريطة التفسير، وقد تقدمت نظائره (¬2) {إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى} أي: ما الموتة إلا موتة نموتها في الدنيا ثم لا نبعث، وهو قوله: {وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} أي: بمبعوثين.
36 - {فَأْتُوا بِآبَائِنَا} الذين ماتوا (¬3) أي: ابعثوهم لنا {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أنا نُبْعث بعد الموت، قال الفراء: يخاطبون النبي -صلى الله عليه وسلم- وحده وهو كقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1] ومنه قوله: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (¬4) [المؤمنون: 99].
37 - ثم خوفهم الله مثل عذاب الأمم الخالية، فقال: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} وهذا استفهام إنكار أي: ليسوا خيرًا منهم، بمعنى أقوى وأعتى وأشد منهم، قال ابن عباس: (أهم خير) يريد أشد (¬5)، قال أبو عبيدة:
¬__________
(¬1) كذا رسمها في الأصل، ولعل المعنى: (التصقتا عليه فقتلتاه).
(¬2) كقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ} [الأعراف: 155]، وقوله: {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الأنعام: 29].
(¬3) انظر: "تفسير البغوي" 7/ 233، و"زاد المسير" 7/ 347، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 144.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 42.
(¬5) انظر: "تفسير الماوردي" ولم ينسبه 5/ 255، وذكره الزمخشري ونسبه لابن عباس، انظر: "الكشاف" 3/ 434.

الصفحة 114