كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

أثم يأثم إثمًا، فهو أثِمٌ وأثيم (¬1).

45 - قوله: {كَالْمُهْلِ} سبق تفسيره في سورة الكهف [آية: 29]، وقد شَبَّه الله تعالى هذا الطعام بالمهل وهو: دردي الزيت وعكر القطران على ما ذكره المفسرون (¬2) كما سبق بيانه [الكهف: 29]، وتم الكلام هاهنا ثم أخبر عن غليانه في بطون الكفار فقال (¬3): {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} وقرئ: (يغلي) بالياء فمن قرأ بالتاء فلتأنيث الشجرة، ومن قرأ بالياء حَمَلَه على الطعام في قوله: {طَعَامُ الْأَثِيمِ} لأن الطعام هو الشجرة في المعنى، ألا ترى أنه خبرُ الشجرة، والخبر في المعنى إذا كان مفردًا هو المبتدأ، واختيار أبي عبيد الياء قال: لأن الاسم المذكر يعني: المهل هو الذي يلي الفعل، فصار أَوْلى به للتذكير وللقرب وكذلك في قوله: {أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى} [آل عمران: 154] و {صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ} [الأنبياء: 80] و {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} [القيامة: 37] يختار الياء في هذه الآيات (¬4).
قال أبو علي: لا يجوزُ أن يحمل الغلي على المهل؛ لأن المهل لا يغلي في البطون إنما يغلي ما شبه به (¬5)، وأما سائر الآيات التي ذكرها فالياء والتاء فيها سواء لأن كل واحد مما فيها هو الآخر، فالنطفة والمني سواء.
¬__________
(¬1) انظر: "تهذيب اللغة" (أثم) 15/ 160، و"المفردات" للراغب (أثم) ص 10.
(¬2) انظر: "تفسير الطبري" 9/ 240، و"تفسير الماوردي" 3/ 303، و"تفسير البغوي" 7/ 236.
(¬3) انظر: "القطع والائتناف" للنحاس ص 656.
(¬4) أورد النحاس اختيار أبي عبيد في "إعراب القرآن" ولم يؤيده بل رده كما رده وضعفه أبو علي الفارسي، انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 4/ 134.
(¬5) انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 166، و"المسائل العضديات" ص 116.

الصفحة 118