كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

من الموت (¬1). وقال الضحاك: أمنوا أن يموتوا وأن يعروا وأن يجوعوا (¬2).
وقد جمع أبو إسحاق هذه الأشياء فقال: قد أمنوا فيه الغِيَر (¬3)، وقرأه العامة (مقام) بفتح الميم يراد به المجلس والمشهد، ووصفه بالأمن يقوي أنه يراد به المكان، ووصف بالأمن كما يوصف بالخوف، [وقرأ عامر] (¬4) ونافع بضم الميم، فيحتمل أن يراد به المكان من أقام، فيكون على هذا معنى القراءتين واحداً، وقد يجوز أن يجعله مصدراً ويقدر المضاف محذوفاً على تقدير في موضع إقامة (¬5).

53 - قوله: {مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} مر تفسيره في سورة الكهف [آية: 31].
قوله: {مُتَقَابِلِينَ} أي: لا يرى بعضهم قفا بعض {كَذَلِكَ} أي: كما وصفنا يكون حالهم والمعنى: الأمر كذلك الذي ذكرنا ووصفنا.

54 - قوله: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} قال أبو عبيدة: جعلناهم أزواجاً كلما يزوج النعل بالنعل، جعلناهم اثنين اثنين (¬6)، وقال يونس: أي: قرناهم بهن (¬7)، وليس من عقد التزويج، والعرب لا تقول: تزوجت بها، إنما يقولون: تزوجتها، والتنزيل يدل على ما قال يونس، وذلك قوله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] ولو كان على تزوجت بها،
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 825.
(¬2) ذكر ذلك السيوطي فى "الدر المنثور" 7/ 420، وعزاه لابن أبي شيبة عن الضحاك.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 428.
(¬4) كذا في الأصل ولعل الصواب: (وقرأ ابن عامر). انظر: "الحجة" 6/ 167، و"الكشف عن وجوه القراءات" لمكي 2/ 265.
(¬5) انظر: "الحجة" لأبي عبيد 16/ 167،168، و"الكشف عن وجوه القراءات" 2/ 265.
(¬6) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 209.
(¬7) انظر: "الصحاح" (زوج) 1/ 320.

الصفحة 123