1، 2 - قوله: {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} قال صاحب النظم: هذا فصل يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون مبتدأ وخبرًا، فيكون قوله {حم} مبتدأ، وقوله: {تنزيل الكتاب} خبرًا له، ويكون قوله {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ} مبتدأ آخر، والثاني: أن يكون قوله: {حم} قَسَمًا، وقوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} نعتًا له على إضمار (1) (هو) كما تقول في الكلام: والله هو الرحمن الرحيم إنك لظالم، فيكون جواب القسم قوله تعالى:
3 - {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال مقاتل: إن في خلق السموات والأرض -وهما خلقان عظيمان (2) - {لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} وعلى هذا يقدر المضاف، واختاره الزجاج قال: ويدل عليه قوله: وفي خلقكم (3)، ويجوز أن يقدر المضاف وتكون الآيات: الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب.
4 - قوله تعالى: {وَفِي خَلْقِكُمْ} قال ابن عباس ومقاتل: يريد وفي خلق أنفسكم من تراب ثم من نطفة إلى أن يصير إنسانًا، و (بث) تفرق على الأرض من جميع ما خلق، واختلاف ذلك من المشي على رجلين وعلى أربع وعلى
__________
(1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 4/ 139.
(2) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 835
(3) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 431.