كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

النبي -صلى الله عليه وسلم- وقرب أبي بكر وملأ لمولاه، فقال عبد الله: ما مثلنا ومثل هؤلاء إلا كما قيل: سمن كلبك يأكلك، فبلغ قوله عمر فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فأنزل الله هذه الآية.
وقال مقاتل: شتم رجل من كفار قريش بمكة عمر، فهَمَّ عمر أن يبطش به، فأمره الله بالعفو والتجاوز وأنزل هذه الآية (¬1).
وروى ميمون بن مهران [(¬2)] فنحاص اليهودي، قال لما نزل قوله {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ} قال: احتاج رب محمد، فلما سمع بذلك عمر اشتمل على سيفه وخرج في طلبه، فأنزل الله هذه الآية، فبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- في طلبه حتى رَدَّه (¬3).
قوله تعالى: {لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} قال ابن عباس: لا يرجون ثواب الله ولا يخافون عقابه (¬4).
وقال مقاتل: لا يخشون مثل عذاب الأمم الخالية (¬5).
وقال مجاهد: لا ينالون نعم الله أو نقم الله (¬6)، وذلك أنهم لا يؤمنون به فلا يرجون ثوابه ولا يخافون عقابه، كما قال ابن عباس، وذكرنا أيام الله عند تفسير قوله: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 5] وأجمعوا أن هذه الآية
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 837، و"تفسير السمرقندي" 3/ 224، و"تفسير البغوي" 7/ 242.
(¬2) كذا في الأصل وقد سننه لفظ (أن).
(¬3) أخرج ذلك الثعلبي. انظر: تفسيره 10/ 100 أ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 399 وأورده ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 358.
(¬4) لم أقف عليه.
(¬5) انظر. "تفسير مقاتل" 3/ 837.
(¬6) أخرج ذلك الطبري عن مجاهد 3/ 144.

الصفحة 139