كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

18 - قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا} قال الفراء: يقال دين وملة ومنهاج، كل ذلك يقال (¬1).
وقال أبو عبيدة: على طريقة وسنة (¬2).
وقال المبرد: على منهاج وقصد، وبذلك سميت شريعة النهي (¬3)؛ لأنها يوصل منها إلى الانتفاع، والشرائع في الدين المذاهب التي شرعها الله لخلقه، وهذا الحرف مما قد تقدم تفسيره [الشوري: 13، 21].
قال ابن عباس: يريد على دين ظاهر رضيته لك (¬4) {فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} قال يريدت قريظة والنضير (¬5).
وقال مقاتل: الذين لا يعملون توحيد الله يعني كفار قريش (¬6)، وقال الكلبي: إن رؤساء قريش قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة: ارجع إلى ملة آبائك فهم كانوا أفضل منك (¬7) وأسن، فأنزل الله هذه الآية.

19 - ثم ذكر أن اتباعهم لا ينفعه، وأنهم لا يدفعون عنه ولا ينفعونه فقال: {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} لن يدفعوا عنك من عذاب الله شيئًا: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} قال ابن عباس:
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 46.
(¬2) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 210.
(¬3) انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي 4/ 1694، ولم أقف عليه عند المبرد.
(¬4) ذكر ذلك الماوردي في "تفسيره" ونسبه لابن زيد. انظر: 5/ 264، ونسبه القرطبي لابن عباس لكن بلفظ (على هدى من الأمر) انظر: 16/ 163.
(¬5) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 164.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 838.
(¬7) ذكر ذلك مقاتل 3/ 838، والبغوي في "تفسيره" 7/ 243.

الصفحة 142