كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ} الذي قالوه {مِنْ عِلْمٍ} أي لم يقولوا ذلك من علم علموه، بل قالوه ضلالًا شاكين، وهو قوله: {إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} قال مقاتل: يعني: ما يستيقنون إنما يتكلمون بالظن (¬1).

27 - قوله تعالى: {يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} قال مقاتل والكلبي: يعني: المكذبين الكافرين، والمبطلون أصحاب الأباطيل (¬2).
28 - قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} قال الليث: الجُثُو الجلوس على الركب (¬3) كما يُجْثَى بين يدي الحاكم، وقال أبو عبيدة: جاثية على الركب (¬4)، يراد: أنها غير مطمئنة. قال أبو إسحاق: معناه جاثية جالسة على ركب، يقال: جثا فلان يجثو إذا جلس على ركبته، ومثله جذا يجذو، والجذو أشد استيفازاً؛ لأنه على أطراف الأصابع (¬5)، قال ابن عباس: يريد نجثوا على ركبنا ننتظر القضاء (¬6)، وقال مقاتل: جاثية على الركب عند
¬__________
= الله -عز وجل- يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار". أخرجه البخاري في عدة مواضع منها في كتاب التفسير سورة الجاثية، باب 1 وما يهلكنا إلا الدهر 6/ 41، ومسلم كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها باب النهي عن سب الدهر 2/ 1762.
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 840.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 841، و"تفسير البغوي" 7/ 246، و"زاد المسير" 7/ 363.
(¬3) انظر: "كتاب العين" (جذو) 6/ 171، وتهذيب اللغة (جثا) 11/ 172 من غير نسبة، ومفردات الراغب (جثا) ص 88.
(¬4) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 210.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 435.
(¬6) ذكر الماوردي في تفسيره أنه بمعنى: مجتمعة، ونسبه لابن عباس 5/ 267، وذكره أبو حيان في تفسيره 8/ 50.

الصفحة 151