كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)
الحساب (¬1)، وقال مجاهد: مستوفزين على الركب (¬2) وينشد هاهنا:
أخَاصِمُهُم مَرةً قائمًا ... وأحْدُو إذا ما جَثَوا للرُّكَب (¬3)
29 - قوله: {هَذَا كِتَابُنَا} المفسرون على أن الكتاب هاهنا اللوح المحفوظ (¬4)، وقد ذكر أنه ديوان الحفظة (¬5).
قوله: {يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} أي يشهد عليكم بالحق، ويستعار النطق للكتاب على معنى التبيين، يقال: نطق الكتاب بكذا، ونطق به التنزيل، على معنى بينه بيانًا شافيًا حتى كأنه ناطق (¬6)، وقال ابن قتيبة: يراد أنهم يقرأونه فيذكرهم ويدلهم، فكأنه ينطق عليهم (¬7).
قوله تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ} قال أبو عبيدة: نثبت وهو قول الضحاك وقال ابن قتيبة: نكتب (¬8). ومعنى نستنسخ: نأمر بالنسخ، وفيه قولان من المعنى. أحدهما: نأمر الملائكة بنسخ ما تعملون، أي كَتْبه وإثباته عليكم، والآخر: نأمر بانتساخ ما يعملون من أم الكتاب، وكلا
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 841.
(¬2) أخرج ذلك الطبري عن مجاهد. انظر: "تفسيره" 13/ 154، و"تفسير مجاهد" ص 600، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 174.
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 841، و"زاد المسير" 7/ 364.
(¬5) انظر: "تفسير الثعلبي" 10/ 105 أ، و"تفسير البغوي" 7/ 247، و"تفسير الوسيط" 4/ 100 و"تنوير المقباس" ص 501، و"زاد المسير" 7/ 364.
(¬6) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 175، والبحر المحيط 8/ 51.
(¬7) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 405.
(¬8) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 211، و"تفسير البغوي" 7/ 247، فقد ذكر قول الضحاك، و"تفسير غريب القرآن " لابن قتيبة ص 406.
الصفحة 152