كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

لا يكون إلا من أصل، وهو أن يستنسخ كتابًا من كتاب (¬1)، وروى ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية معنى القول الثاني مثل ما ذكرنا (¬2).

31 - قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} قال الزجاج: جواب (أما) محذوف لأن في الكلام دليلاً عليه، المعنى: وأما الذين كفروا فيقال لهم: ألم تكن، فدلت الفاء في قوله: (أفلم) على قولك: فيقال لهم (¬3).
قوله: {فَاسْتَكْبَرْتُمْ} قال مقاتل: تكبرتم على الإيمان بالقرآن (¬4).
{وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ} منكرين كافرين قاله ابن عباس (¬5).

32 - قوله: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} قال مقاتل: يعني البعث كائن (¬6) {وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} يعني: القيامة لا شك فيها أنها كائنة، وقرئ (والساعة) رفعًا ونصبًا.
قال أبو إسحاق: من نصب فعطف على الوعد، ومن رفع فعلى معنى: وقيل الساعة لا ريب فيها (¬7).
قال أبو علي: الرفع في (الساعة) من وجهين أحدهما: أن يقطعه من الأول فيعطف جملة على جملة، والآخر: أن يكون المعطوف محمولاً
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 435.
(¬2) ذكر ذلك السيوطي في "الدر المنثور" 7/ 430.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 435.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 841.
(¬5) ذكر ذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 365، عن ابن عباس.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 842.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" الزجاج 4/ 435.

الصفحة 154