كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

على معنى "إن" وما عملت فيه وموضعها رفع (¬1)، ومن نصب حمله على لفظ "إن" مثل: إن زيدًا منطلق وعمرًا قائم، وموضع قوله: "لا ريب فيها" رفع بأنه في موضع خبر (إن) وقد عاد الذكر إلى الاسم؛ لأن قوله: (لا ريب فيها) في معنى: حق، وكأنه قال: والساعة حق (¬2).
وقال الأخفش (¬3): الرفع أجود في المعنى في كلام العرب، أكثر إذا جاء بعد إن اسمٌ معطوف أو صفة أن يرفع، قال: والنصب عربي ويقوي ما قال قوله: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] فالعاقبة لم تقرأ إلا رفعًا (¬4).
قوله تعالى: {قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} قال الكلبي: هم أهل مكة قالوا: ما ندري ما يقول، ولكنا نظنه ظنًا في غير يقين أنه كما قلت (¬5)، وقال ابن قتيبة: أي ما نعلم ذلك إلا حديثًا وظنًا وما نستيقنه (¬6).

33 - قوله: {وَبَدَا لَهُمْ} يعني في الآخرة {سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا} وهي الشرك والكفر.
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 179.
(¬2) انظر: "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي 2/ 269، و"حجة القراءات" لابن زنجلة ص 662.
(¬3) هذا ليس في "معاني القرآن" للأخفش، وقد نقله المؤلف عن "الحجة" لأبي علي ونص العبارة في "الحجة": "الرفع أجود في المعنى، وفي كلام العرب، وأكثر إذا جاء بعد خبر إن اسم معطوف أو صفة أن يرفع ... " 6/ 181.
(¬4) انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 181.
(¬5) لم أقف عليه.
(¬6) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 406.

الصفحة 155