كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

{ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا} أي: ائتوني بكتاب من قبل القرآن فيه برهان ما تدعون من عبادة الأصنام {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ}، قال أبو عبيدة: أي بقية، ويقال: ناقة ذات أثارة، أي بقية من شحم (¬1)، ونحو هذا ذكر الفراء (¬2)، والزجاج (¬3) في معنى الأثارة أنها البقية.
قال ابن قتيبة: أي بقية علم عن الأولين (¬4)، وزاد الفراء فقال: ويقال أو شيء مأثور من كتب الأولين، قال: وأثارة على المصدر مثل: السماحة والشجاعة (¬5)، وزاد الزجاج فقال: (أثارة) معناها علامة من علم (¬6).
وقال المبرد: أثارة ما يؤثر من علم، كقولك: هذا حديث يؤثرُ عن فلان، ومن ثَمَّ سميت الأخبار الآثار, يقال: في الأثر كذا وكذا، قال: وقالوا في الأثارة: الشيء الحسن البهي في العين، يقال للناقة: ذات أثارة، إذا كانت ممتلئة تروق العين، يقال: أثرة وأثارة على فَعَلة وفَعَالة، فهذا ما ذكره علماء اللغة في تفسير هذا الحرف (¬7)، وهو ينقسم إلى أقوال ثلاثة:
الأول: البقية، واشتقاقه من: أَثَرْثُ الشيء أُثِيره إِثَارَة، كأنها بقية تستخرج فتثار، وهو قول الحسن (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 212.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 50.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 438.
(¬4) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 407.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 50.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 438.
(¬7) انظر: "تهذيب اللغة" (أثر) 15/ 119، و"الصحاح" (أثر) 2/ 574، و"اللسان" (أثر) 4/ 5.
(¬8) أخرج ذلك الطبري عن الحسن. انظر: "تفسيره" 13/ 3/2، و"تفسير الحسن البصري" 2/ 281، و"زاد المسير" 7/ 369.

الصفحة 160