كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قال مقاتل: لا تقدروا لحى أن تردوا عني عذابه (¬1)، وهذا كقوله: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [الفتح: 11] ومثله في التنزيل كثير.
وقال ابن عباس: لا تمنعونني من الله (¬2) والمعنى: أنكم لا تقدرون أن تدفعوا عني عقاب الله، فكيف أفتري على الله لأجلكم وأنا أعلم هذا، وفيه تبعيد لقولهم افتريته، {هُوَ} أي: الله {أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} أي: بما تقولون في القرآن وتخوضون فيه من التكذيب به، والقول فيه أنه سحر وكهانة، قاله المفسرون (¬3)، وكل خوض في الحديث إفاضة كقوله (¬4): {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس: 61] وقد مر.
{كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} قال مقاتل: يعني فلا شاهد أفضل من الله بيني وبينكم أن القرآن جاء من الله {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} في تأخير العذاب عنكم حين لا يعجل عليكم بالعقوبة (¬5).
وقال ابن عباس: يريد لأوليائه وأهل طاعته (¬6).
وقال أبو إسحاق: معنى الغفور الرحيم هاهنا دعاهم إلى التوبة، معناه: أن من أتى من الكبائر العظام بمثل ما أتيتم به من الافتراء على الله (¬7)، وعليَّ ثم تاب فالله غفور رحيم له.
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 16.
(¬2) لم أقف عليه
(¬3) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 2/ 5، و"زاد المسير" 7/ 371، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 184، و"تفسير الوسيط" 4/ 104.
(¬4) انظر: اللسان (خوض) 7/ 147.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 16، 17.
(¬6) لم أقف عليه.
(¬7) نص العبارة عند الزجاج: (من افتراء على الله جل وعلا ثم تاب فإن الله غفور رحيم) 4/ 439.

الصفحة 164