كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

معنى قول مقاتل؛ لأنه قال: ومن قبل هذا القرآن قد كذبوا بالتوراة لقولهم (¬1) {إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص: 48].
قال أبو إسحاق: (إمامًا) منصوب على الحال ورحمةً عطف عليه (¬2)، وتقدير الكلام: وتقدمه كتاب موسى إماماً؛ لأن معنى (ومن قبله) تقدمه وتم الكلام (¬3)، ثم قال: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ} قال المفسرون: للكتب التي قبله (¬4).
قال أبو إسحاق: مصدق لما بين يديه، كما قال: {كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [الأحقاف: 30] وحذف هاهنا التقدم (¬5).

12 - قوله: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى} والمعنى: وهذا كتاب مصدق له أي لكتاب موسى، فحذف للعلم به، و {لِسَانًا عَرَبِيًّا} منصوب على الحال، المعنى: مصدق لما بين يديه عربيًّا، وذكر (لسانًا) توكيد كما تقول: جاءني زيد رجلاً صالحًا، فتذكر رجلاً توكيدًا، قال وفيه وجه آخر وهو: وهذا كتاب مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- فيكون التقدير مصدق ذا لسان عربي (¬6)، وذكر الأخفش هذين القولين أيضًا (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 19.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 440.
(¬3) انظر: "القطع والائتناف" للنحاس ص 661، و"المكتفى" للداني ص 521.
(¬4) انظر: "تفسير البغوي" 7/ 256، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 191.
(¬5) الذي في "معاني القرآن" للزجاج: (وحذف له هاهنا أعني من قوله: "وهذا كتاب مصدق" لأن قبله ومن قبله كتاب موسى، فالمعنى وهذا كتاب مصدق له، أي مصدق التوراة) 4/ 441.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 441.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" للأخفش 2/ 693.

الصفحة 173