كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

واختيار الزجاج (¬1)، ويكون هذا من باب الإضمار على شريطة التفسير، القول الثاني: أن الضمير عاد إلى: (ما) في قوله: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا}، فلما رأوا ما يوعدون (¬2) عارضًا.
قال أبو زيد: العارض السحاب يراها في ناحية السماء (¬3).
وقال أبو عبيدة: العارض من السحاب الذي يرى في قطر من أقطار السماء بالعشي، ثم يصبح وقد حبا حتى استوى (¬4)، وهذا قول مقاتل: العارض بعض السحابة ثم تطبق السماء (¬5).
قوله: {مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} قال المفسرون: كان عاد قد حبس عنهم المطر أيامًا فساق الله إليهم سحابة سوداء فخرجت عليهم من واد لهم يقال له المغيث (¬6)، فلما رأوه مستقبل أوديتهم استبشروا (¬7) {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} والمعنى: ممطر إيانا، وهذا كقوله: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95]، وقد مر.
قال عمرو بن ميمون: كان هو قاعدًا في قومه فجاء سحاب
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 2/ 25، و"تفسير الثعلبي" 10/ 114 ب، و"معاني القرآن" للزجاج 4/ 445.
(¬2) ذكر القولين السمين الحلبي في "الدر المصون" 6/ 141.
(¬3) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 4/ 169.
(¬4) انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 2/ 213.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 23.
(¬6) المُغِيث: بالضم ثم الكسر وآخره ثاء مثلثة: اسم الوادي الذي هلك فيه قوم عاد، وقال أبو منصور: بين معدن النَّقْرة والرَّبذة ماء يعرف ماوان ماء وشروب. انظر: "معجم البلدان" 5/ 162.
(¬7) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 2/ 25، "تفسير الثعلبي" 10/ 114 ب.

الصفحة 193