كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

يعنون محمداً -صلى الله عليه وسلم- قالوا: وهذه القصة تدل على أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم-كان مبعوثًا إلى الجن كما كان مبعوثًا إلى الإنس (¬1) (¬2).
قال مقاتل: ولم يبعث الله نبيًا إلى الإنس والجن قبله -صلى الله عليه وسلم- (¬3).

32 - وقوله: {فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} قال ابن عباس ومقاتل يقول: لا يعجز الله فيسبقه ويفوته، {وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ} أنصار يمنعونه من الله {أُولَئِكَ} يعني: الذين لا يجيبون إلى الإيمان {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} قال مقاتل: فأقبل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجن الذين أنذروا سبعون رجلاً فقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم القرآن فأمرهم ونهاهم (¬4). واختلفوا في حكم مؤمني الجن؛ فروى سفيان عن ليث قال: الجن ثوابهم أن يجاروا من النار، ثم يقال لهم كونوا تراباً مثل البهائم (¬5)، وهذا مذهب جماعة من أهل العلم قالوا: لا ثواب لهم إلا النجاة من النار، وتأولوا قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" 7/ 270، و"زاد المسير" 7/ 390، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 217، و"تفسير ابن كثير" 6/ 304، و"تفسير الوسيط" 4/ 115.
(¬2) ومما يدل على ذلك بما ورد في "صحيح مسلم" كتاب المساجد ومواضع الصلاة 1/ 370، من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أعطيت خمساً لم يطهن أحد قبلي .. ". وذكر منها: "وبعثت إلى كل أحمر وأسود". قال مجاهد: الأحمر والأسود: الجن والإنس. وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 217.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 30، و"تفسير الوسيط" 4/ 115.
(¬4) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 28
(¬5) أخرج ذلك الثعلبي في "تفسيره" 10/ 120 أ، وأورده البغوي في تفسيره 7/ 270.
(¬6) ذكر ذلك البغوي في تفسيره 7/ 270، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 217.

الصفحة 201