كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

أجل منه، فكيف إلى ربه -عز وجل-.

18 - قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} قال مقاتل: ينبت في الزينة، يعني: الابنة (¬1) قال المبرد: تقدير الآية: أو يجعلون له من ينشأ في الحلية يعني البنات، ونحو هذا قال الزجاج والفراء (¬2)، وعلى هذا موضع (من) نصب، وهو اختيار أبي علي قال: موضع (من) نصب على تقدير: اتخذوا له من ينشأ في الحلية على وجه التقريع لهم بما افتروه (¬3)، وذكر الفراء قولين قال: وإن شئت جعلت (من) في موضع رفع على الاستئناف، وعلى هذا يضمر الخبر، قال: وإن رددتها على أول الكلام على قوله: {بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ} خفضتها (¬4).
وقرأ حمزة والكسائي: (ينشؤ) بالتشديد على غير تسمية الفاعل، وهي قراءة ابن عباس وابن مسعود (¬5).
قال أبو علي الفارسي: يقال: نشأت السحاب، ونشأ الغلام، فإذا نقل بالهمز تعدَّى إلى مفعول كقوله: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} [الرعد: 12] {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون: 14] والأكثر في الأفعال التي لا تتعدى إذا أريد تعديتها أن ينقل بالهمزة، أو بتضعيف العين نحو: فرَّحته وأفرحته،
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 791.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 457، "معاني القرآن" للفراء 3/ 29، ولم أقف على قول المبرد.
(¬3) انظر: "الحجة للقراء السبعة" 6/ 140.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 29.
(¬5) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 58، "حجة القراءات" لابن زنجلة ص 646، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 71، "الإتحاف" ص 472.

الصفحة 21