كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

قال أبو إسحاق: (حتى) موصولة بالقتل والأسر، المعنى: فاقتلوهم وأسروهم حتى تفسع العرب أوزارها (¬1). قال ابن عباس في رواية عطاء: حتى لا يبقى أحد من المشركين (¬2)، يريد عبدة الأوثان.
وقال مجاهد: حتى لا يكون دين إلا الإسلام (¬3).
وقال الحسن: حتى يعبد الله ولا يشرك به (¬4).
وقال سعيد بن جبير: يعني خروج عيسى بن مريم (¬5)، ونحو هذا قال مقاتل: وقال: أراد بالأوزار الشوك (¬6)، وقال قتادة: حتى لا يكون شرك (¬7).
وقال ابن حيان (¬8): حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وهذه الأقوال معناها واحد وهو ما ذكره الفراء فقال: (أوزارها) آثامها وشركها، والمعنى: حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم، قال: والهاء التي في (أوزارها) للحرب، وإنما يراد أوزار أهلها، وهم أهل الشرك خاصة كقولك: حتى تنفي الحرب
¬__________
= "اللسان" (وزر) 4/ 282. وقال ابن قتيبة: أجل الوزر: ما حملته فسمي السلاح. أوزارًا لأنه يحمل. انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 409.
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 6.
(¬2) أورد هذا القول ابن الجوزي في "زاد المسير" ولم ينسبه 7/ 397، ونسبه في "الوسيط" لابن عباس انظر: 4/ 120.
(¬3) ذكر ذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 397، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 228، و"تفسير الوسيط" 4/ 120.
(¬4) انظر: "تفسير الحسن البصري" ص 288، "الدر المنثور" 7/ 459.
(¬5) ذكر ذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 397، والقرطبي في "الجامع" 16/ 228، والمؤلف في "الوسيط" 4/ 120.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 44.
(¬7) أخرج ذلك الطبري عن قتادة انظر: "تفسيره" 13/ 42.
(¬8) أي مقاتل بن حيان، ولم أقف عليه.

الصفحة 219