كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

أهل اللغة في تفسير التعس وتعريفه.
وأما المفسرون، فقال ابن عباس: يريد في الدنيا العثرة وفي الآخرة التردي في النار (¬1).
وقال مقاتل: فنكسًا لهم. قال: ويقال: فخيبة لهم (¬2)، وهو قول الضحاك (¬3)، وقال أبو العالية: سقوطًا لهم (¬4)، وقال ابن زيد: شقاء (¬5).
وقال ابن جرير: فخزياً وبلاء (¬6). وقال المبرد: فمكروهًا لهم وسوءًا قال: وإنما يقال هذا لمن دُعي عليه بالشر والهلكة (¬7).
وأما إعراب الآية ونظمها فقال أبو إسحاق: (الذين) في موضع رفع على الابتداء ويكون: (فتعسًا لهم) الخبر (¬8)، قال صاحب النظم: موضع الفاء جزم على الجزاء؛ لأنه منسوق على قوله: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} وإنما جاء بالفاء في الجواب؛ لأن ذلك لم يوجبه عليهم إلا بشريطة الكفر،
¬__________
(¬1) ذكر ذلك أبو حيان في البحر منسوبًا لابن عباس لكن بلفظ: (في الدنيا القتل ..). انظر: البحر المحيط 8/ 76، وذكره البغوي في "تفسيره" ولم ينسبه. انظر: "تفسيره" 7/ 281، ونسبه الزمخشري لابن عباس لكن بلفظ: (في الدنيا القتل وفي الآخرة التردد في النار). انظر: "الكشاف" 3/ 454.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 45.
(¬3) ذكر ذلك البغوي في "تفسيره" 7/ 281، والقرطبي في "الجامع" 16/ 232.
(¬4) ذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" 10/ 125 أ، والبغوي في "تفسيره" 7/ 281.
(¬5) ذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" 10/ 125 أ، والبغوي في "تفسيره" 7/ 281، والقرطبي في "الجامع" 16/ 232.
(¬6) انظر: "جامع البيان" للطبري 13/ 45.
(¬7) لم أقف على هذا القول.
(¬8) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 8.

الصفحة 228