كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

ويقال: عسلت الطعام أعسله، إذا جعلت فيه عسلاً (¬1)، قال ابن عباس: يريد لم يخرج من بطون النحل (¬2)، وذلك قوله: {مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} قال مقاتل: ليس فيها عكر ولا كدر كعسل أهل الدنيا (¬3).
قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} قال أبو علي الفارسي: (من) زائدة للتوكيد (¬4) وأنشد قول ذي الرمة:
تبَسَّمْنَ عن نَوْر الأقاحِي في الثَّرَى ... وفَتَّرنَ من أَبْصار مَضرُوجَةٍ كحْلِ (¬5)
أراد وفترن أبصار مضروجة.
قوله: {وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} قال أبو إسحاق: يغفر ذنوبهم ولا يجازون بالسيئات ولا يوبخون في الجنة فَيُهَنَّونَ الفوز العظيم والعطاء الجزيل (¬6).
قوله {كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ} قال الفراء: لم يقل: أمن كان في هذا النعيم كمن هو خالد في النار، ولكن هذا المعنى في ضمن هذا الكلام فبني عليه (¬7).
وقال أبو إسحاق: المعنى: أفمن كان على بينة من ربه، وأعطي هذه
¬__________
(¬1) من بداية الحديث عن العسل. انظره بنصه في "تهذيب اللغة" (عسل) 2/ 93 - 94.
(¬2) ذكر ذلك أبو حيان في "البحر المحيط" 8/ 79.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 46.
(¬4) انظر: "الدر المصون" 6/ 151، و"الجامع لأحكام القرآن" 16/ 237، ولم أقف عليه عند أبي علي.
(¬5) انظر: "ديوانه" ص 487.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 10.
(¬7) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 60.

الصفحة 236