كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

وواحد الأشراط: شَرط بفتح العين، قال ابن عباس: أشراطها: معالمها (¬1)، يريد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أشراطها، وقد قال: "بعثت أنا والساعة كهاتين" (¬2) "كفرسي رهان" (¬3).
وقال الحسن: محمد من أشراطها (¬4)، وقال مقاتل: يعني أعلامها من انشقاق القمر والدخان، وخروج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد عاينوا هذا كله (¬5).
قوله تعالى {فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} قال أبو إسحاق: المعنى: فمن أين لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة، (ذكراهم) في موضع رفع بقوله: (فأنى) (¬6) قال ابن عباس: من أين لهم بالتوبة إذا جاءتهم الساعة (¬7).
وقال مقاتل: في الآية تقديم، تقول: من أين لهم التذكرة والتوبة عند
¬__________
= وأورده أيضًا صاحب "اللسان" في مادة (شرى) 14/ 428.
(¬1) ذكر ذلك الماوردي في تفسيره لكن بلفظ: (أوائلها) وعلق عليها المحقق، فقال: هكذا في الأصول ولعلها: أدلتها أي: أماراتها 5/ 299.
(¬2) أخرج ذلك البخاري عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-. انظر: "صحيح البخاري" كتاب التفسير 6/ 79 تفسير سورة النازعات، وأخرجه مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- انظر: "صحيح مسلم"، كتاب الفتن، وأشراط الساعة، باب 27 قرب الساعة 3/ 2268 رقم 2951. وأخرجه البغوي في شرح السنة 15/ 98، ورقم 4294.
(¬3) أخرج ذلك الإمام أحمد في "المسند" عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-، انظر: "المسند" 5/ 331.
(¬4) انظر: "تفسير الحسن" 2/ 289، و"تفسير ابن كثير" 6/ 317، و"الدر المنثور" 7/ 467.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 48.
(¬6) انظر: "معاني القرآن للزجاج" 5/ 11.
(¬7) ذكر نحوه الثعلبي في "تفسيره" 10/ 127 أمن غير نسبة، وكذلك ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/ 404، ونسبه لقتادة، ونسبه في "الوسيط" 4/ 124 لعطاء.

الصفحة 244