أمر فيها بنصر نبي الله -صلى الله عليه وسلم-.
وروي عن ابن عباس في المحكمة أنها التي لا ينسخ ما نزل فيها (¬1)، وهو اختيار الزجاج، قال معنى محكمة: غير منسوخة (¬2)، ونحو هذا قال الكلبي ومقاتل: إنها البينة بالحلال (¬3)، والأمر والنهي لا ينسخ.
وقال عبد الله بن مسلم: سورة محكمة أي: محدثة، وسميت المحكمة محدثة؛ لأنها حين تنزل تكون كذلك حتى ينسخ منها شيء، يدل على صحة هذا أن في حرف عبد الله (فإذا أنزلت سورة محدثة وذكر فيها القتال) (¬4) قال المفسرون أي: فرض فيها الجهاد (¬5)، والمعنى: ذكر فيها فرض القتال، قاله الزجاج (¬6).
قوله تعالى: {يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} كقوله: {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} [الأحزاب: 19] وقد مر، قال ابن قتيبة: يريد أنهم يشخصون نحوك بأبصارهم وينظرون نظراً شديداً
¬__________
(¬1) ذكر نحوه الماوردي 5/ 301 من غير نسبة. وكذلك ذكر هذا المعنى في "الوسيط" 4/ 126 ولم ينسبه.
(¬2) انظر: "معاني القرآن للزجاج" 5/ 12.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" ص 509، وتفسير مقاتل 4/ 48.
(¬4) انظر: "تأويل مشكل القرآن" 2/ 132، و"تفسير الطبري" 26/ 54. وذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" 10/ 128 أ، والماوردي 5/ 300، وصرح أنه ابن مسعود، وذكره أيضًا ابن عطية في "تفسيره" 15/ 67، والقرطبي 16/ 243.
(¬5) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة 2/ 132، "زاد المسير" 7/ 405، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 243.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 12.