كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

يحسِّره على ما فاته، ويقول له: يا محروم أي شيء فاتك (¬1).
وقال صاحب النظم: (أولى) مأخوذ من الويل (¬2)، وللويل تصريف قد درج ولم يبق منه إلا الويل فقط وقد قال جرير:
يَعْلَمْن بالأكْبارِ ويلاً وائلاً (¬3)
فقوله: أولى أفعل من الويل، إلا أن فيه قلباً، وهو أن عين الفعل وضع موضع اللام.

21 - قوله: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} يرتفع بمحذوف، ورافعه إما قبله وإما بعده، فمذهب سيبويه (¬4) والخليل أن المعنى: طاعة وقول معروف أمثل، والمعنى على هذا: أن الله تعالى قال: لو أطاعوا وقالوا معروفاً كان أمثل وأحسن، وهذا اختيار الزجاج (¬5).
وهو على حذف الخبر، ويجوز أن يقدر الحذف ابتداء على تقدير: أمر بالطاعة وقول معروف، وهذا قول المبرد (¬6)، واختيار ابن قتيبة وقال: هذا مختصر يريد قولهم قبل نزول القرض: سمع لك وطاعة (¬7).
¬__________
(¬1) ذكر ذلك الأزهري في "تهذيب اللغة" (ولى) 15/ 448، والقرطبي في "الجامع" من غير نسبة 16/ 244.
(¬2) ذكر ذلك القرطبي 16/ 244، والسمين الحلبي في "الدر المصون" 6/ 153.
(¬3) الويل: قال الليث هو حلول الشر، والويلة: البلية والفضيحة، وأصل الويل في اللغة: الهلاك والعذاب، انظر: "تهذيب اللغة" (ويل) 15/ 455، "اللسان" (ويل) 11/ 737. ولم أعثر على هذا الشطر من البيت.
(¬4) انظر: "الكتاب" 2/ 136.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 13، وقد نقل قولي سيبويه والخليل، كما ذكرهما أيضًا النحاس في "إعراب القرآن" 4/ 186، 187.
(¬6) انظر: "الكامل" للمبرد 2/ 57.
(¬7) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة 2/ 132.

الصفحة 250