كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

{وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} وقال ابن عباس: يعنون الضلالة التي هم عليها، جعلوا أنفسهم باتباع آبائهم مهتدين (¬1).

23 - ثم أخبر تعالى أن غيرهم قالوا هذا القول فقال: {وَكَذَلِكَ} أي وكما قالوا {مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ} الآية.
قوله: {مُتْرَفُوهَا} قال ابن عباس ومقاتل: ملوكها وأشرافها وجابرتها (¬2)، وقال أبو إسحاق قوله: {مُهْتَدُونَ} و {مُقْتَدُونَ}، يصلح أن يكون جوابًا لـ: {إِنَّا}، و {عَلَى} من صلته والتقدير: إنا مهتدون على آثارهم، وكذلك مقتدرون، ويصلح أن يكون خبرًا بعد خبر، فيكون (على آثارهم) خبر (إنا) ومهتدون [خبرًا ثان] (¬3)، وكذلك مقتدون (¬4)، فقال الله تعالى لنبيه:

24 - {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} قال الكلبي: بأعرف دينا وأبين صلاحًا (¬5).
وقال أبو إسحاق: المعنى فيه قل: أتتبعون ما وجدتم عليه آباءكم وإن جئتكم بأهدى منه (¬6)؟ فأبوا أن يقبلوا ذلك {قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}.
¬__________
(¬1) ذكر ذلك البغوي 7/ 210، وذكر نحوه ابن الجوزي 7/ 308 ولم ينسباه.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 792، "تفسير أبي الليث" 3/ 205، "تنوير المقباس" ص 491.
(¬3) كذا في الأصل، وفي معاني الزجاج (ثانيًا) 4/ 408.
(¬4) نص العبارة عند الزجاج: ويصلح أن يكون خبرًا لإنا مهتدون، و {عَلَى} من صلة مهتدين، وكذلك {مُقْتَدُونَ}، فيكون المعنى وإنهم مهتدون على آثارهم، وكذلك يكون المعنى مقتدون على آثارهم، ويصلح أن يكون خبراً بعد خبر، فيكون: {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ} الخبر ويكون {مُهْتَدُونَ} خبراً ثانياً، وكذلك {مُقْتَدُونَ} 4/ 408.
(¬5) انظر: "تفسير الثعلبي" 10/ 81 ب، "السمرقندي" 3/ 205، "البغوي" 7/ 210.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 408.

الصفحة 29