كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

كأنَّ مُحَرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ ... ينازِلُهُ لِنَابَيْهِ قَبِيبُ (¬1)
وهذا الذي ذكرنا هو كلام أبي إسحاق وأبي علي (¬2)، ويدل على صحة قراءة من قرأ بالجمع ما روي عن مجاهد أنه قال: كل شيء من السماء فهو سَقْف، وكل شيء من البيوت فهو سُقُف بضمتين، ويشبه أن يكون اعتبر في هذا قوله (¬3): {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} [الأنبياء: 32]. قوله: {وَمَعَارِجَ} يعني: الدرج في قول جميعهم (¬4)، وهو من عرج يعرج، وقد سبق تفسيره [السجدة: 5] {عَليهَا} أي على المعارج {يَظْهَرُونَ} قال ابن عباس: يرتفعون (¬5)، وقال مقاتل: يرتقون (¬6).
وقال ابن قتيبة: يعلون، يقال: ظهرت على البيت، إذا علوت سطحه (¬7)، ومنه قول الجعدي:
وإنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا (¬8)
¬__________
(¬1) البيت لأبي ذؤيب في "شرح ديوان الهذليين" 1/ 110 وفيه: ينازلهم بدل ينازله، "اللسان" كذلك ينازلهم. وقب القوم يقبون قبا: صخبوا في خصومة أو تمار. وقب الأسد، والفحل يقب قباً وقَبِيباً إذا سمعت قعقعة أنيابه .. انظر: "اللسان" (قبب) 1/ 657، "الحجة" 6/ 148.
(¬2) نظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 410، "الحجة" لأبي علي 6/ 148.
(¬3) انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 148.
(¬4) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 70، "تفسير الماوردي" 5/ 224، "تفسير الوسيط" 4/ 71، "تغليق التعليق" لابن حجر 4/ 305.
(¬5) انظر: "تفسير الطبري" 13/ 70.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 794.
(¬7) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 397.
(¬8) البيت للنابغة الجعدي وصدره قوله: =

الصفحة 38