كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

يعني مرقى ومصعدًا. قال أبو إسحاق: المعنى: وجعلنا معارج من فضة (¬1) (و) كذلك:

34 - {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا} أي أبوابًا من فضة (و) كذلك {وَسُرُرًا} من فضة، والمعنى لولا (¬2) تميل بهم الدنيا فيصير الخلق كفارًا لأعطى الله الكافر في الدنيا غاية ما يتمنى فيها لقلتها عنده، ولكنه -عز وجل- لم يفعل ذلك لعلمه بأن الغالب على الخلق حب العاجلة.
قال الأخفش: واحد المعارج معراج، ولو شئت قلت في جمعه المعاريج (¬3) وإن شئت جعلت الواحد معراجًا بفتح وكسر، كما تقول: مَرقاة ومِرْقاة. قال: وقوله: {يَظْهَرُونَ}، يقول: قد ظهر على البيت يظهر، ويظهر ظهورًا وظهورًا، إذا علاه، وظهرت على السطح، إذا صرت عليه، ومنه قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [الفتح: 28] معناه: ليُعْليه، وأظهر الله المسلمين على الكافرين أي: أعلاهم [عليه] (¬4)، وأظهر على الشيء المسروق، إذا أطلع عليه (¬5).
{وَسُرُرًا} هو السرير، والعدد أسرة، والجميع السرر.
¬__________
= بلغنا السماء مجدنا وجدودنا
انظر: "ديوانه" 68، 73. وقد ذكره ابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/ 127، "اللسان" (ظهر) 4/ 529.
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 411.
(¬2) كذا في الأصل، ولعله سقط لفظ: (أن).
(¬3) انظر: "معاني القرآن" للأخفش 2/ 688.
(¬4) كذا في الأصل، ولعل الصواب (عليهم).
(¬5) انظر: "تهذيب اللغة" (ظهر) 6/ 248، "الصحاح" (ظهر) 2/ 732.

الصفحة 39