كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

الرياح باللقاح في قوله: {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] وسميت بالعقيم هاهنا حين لم تلقح الشجر ولم تحمل المطر، ثم وصف تلك الريح فقال:

42 - {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ} قال مقاتل: من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم (¬1) {إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} كالشيء الهالك البالي. وذكر تفسير الرميم عند قوله: {وَهِيَ رَمِيمٌ} (¬2) قال الفراء: الرميم نبات الأرض إذا يبس وديس (¬3).
وقال أبو إسحاق: هو الورق الجاف المتحطم (¬4).

43 - وقوله: {وَفِي ثَمُودَ} أي وفي ثمود أيضًا آية: {إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا} قال صالح لهم ذلك فعقروها، فقال تمتعوا. أي: عيشوا، وقد مر (¬5).
قوله تعالى: {حَتَّى حِينٍ} قال عطاء، والكلبي: يعني ثلاثة أيام (¬6). والمعنى إلى.

44 - {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ} حين يأتيكم العذاب فأتاهم يوم الرابع. وقد قال في سورة هود {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا في
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 127 أ، "معالم التنزيل" 4/ 233.
(¬2) عند تفسيره لآية [الحجر: 78] ومما قال: قال أبو عبيدة: الرميم مثل الرمة. يقال رم العظيم وهو يرم رمًّا وهو رميم. وقال ابن الأعرابي: رمت عظامه وأرمت إذا بليت. وقال أبو عبيدة: الروم الرفات.
(¬3) انظر: "معاني القرآن" 3/ 88.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 5/ 57
(¬5) عند ذكره سبحانه لقصتهم في سورة هود.
(¬6) انظر: "جامع البيان" 27/ 5، "الوسيط" 4/ 179، "التفسير الكبير" 28/ 223.

الصفحة 457