كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

فذلك حيث يقول: {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} (¬1).
قال مقاتل: يعني يقول يتمنى الكافر أن بينهما بعد المشرقين، وأطول يوم في السنة إلى مشرق أقصر يوم في السنة (¬2). ويقال: إنه أراد المشرق والمغرب فقال: المشرقين، وهذا أشبه الوجهين بالصواب؛ لأن العرب قد تجمع الاسمين على تسمية أشهرهما كما قال الفرزدق:
لنا قَمَرَاها والنّجومُ والطَّوَالِعُ (¬3)
يريد: الشمس والقمر، ويقولون للكوفة والبصرة: البصرتان، وللجزيرة والموصل: الموصلان، الغداة (¬4) والعصر، ومثله كثير، واختاره أبو إسحاق فقال: غلب لفظ المشرق كما قالوا سُنَّة العمرين يراد: سنة أبي بكر وعمر رحمة الله عليهما (¬5).
قوله تعالى: {فَبِئْسَ الْقَرِينُ} أي: أنت، قال مقاتل والكلبي: فبئس المصاحب معه في النار في سلسلة واحدة (¬6)، ويقول الله للكافر في ذلك اليوم.

39 - {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} أي: أشركتم في الدنيا، قاله ابن عباس ومقاتل.
¬__________
(¬1) أخرج ذلك عبد الرازق في "تفسيره" 2/ 196، والطبري 13/ 74، وانظر: "تفسير ابن كثير" 6/ 227.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 795 بلفظ (يعني ما بين مشرق الصيف إلى مشرق الشتاء أطول يوم في السنة، وأقصر يوم في السنة).
(¬3) انظر: "ديوان الفرزدق" ص 519، "معاني القرآن" للفراء 3/ 33، "تفسير الطبري" 13/ 74، "تهذيب اللغة" (عني) 3/ 214، "تفسير ابن عطية" 14/ 259.
(¬4) في "تفسير الثعلبي" (ويقال الغداة والعشي العصران) 10/ 84 أ.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 412.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 795، "تنوير المقباس" ص 492.

الصفحة 46