كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

حرف الجر فعمل النصب (¬1). واختار أبو عبيد النصب أيضًا. قال: لأن من خفض أراد: وفي قوم نوح، كما قال: {وَفِي عَادٍ} {وَفِي ثَمُودَ} وأولئك قوم قص الله، النصب على أنه أشركهم فيما فُعِل بالأمم من العقوبة إذ لم يخبرنا عنهم بخبر خاص (¬2).

47 - قوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} يقال: أوسع الرجل، إذا صار ذا وسع وَسَعَة، وهو الغنى والجدة، والموسع المليء ومنه قوله: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} [البقرة: 236]. واختلفت العبارات في تفسير: {لَمُوسِعُونَ} هاهنا فقال (¬3) عن ابن عباس: {لَمُوسِعُونَ} لخلقي (¬4). قال الكلبي: يعني سعة الرزق (¬5).
قال الفراء: لذو سَعَة لخلقنا (¬6). وقال الحسن: قادرون على رزقهم لا نعجز عنه، ولهذا قال مقاتل في تفسيره: لقادرون (¬7).
وقال الحسن: مطيعون (¬8). وهذا يعود إلى أنه يقدر على رزقهم ويطيق ذلك، فهو موسع لخلقه في أرزاقهم.
¬__________
(¬1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 242 - 243.
(¬2) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس 3/ 243، "التفسير الكبير" 28/ 225.
(¬3) كذا العبارة في (ك) وفيها سقط ظاهر.
(¬4) لم أجده بهذا اللفظ، وعنه قال: (لموسعون بالرزق) "تنوير المقباس" 5/ 277.
(¬5) لم أجده، انظر: "معالم التنزيل" 4/ 234، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 52.
(¬6) في (ك): (حلقنا). انظر: "معاني القرآن" 3/ 89.
(¬7) انظر: "تفسير مقاتل" 127 ب
(¬8) انظر: "الكشف والبيان" 11/ 190 ب، "معالم التنزيل" 4/ 234، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 52.

الصفحة 461