كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

وقال مجاهد: لقادرون أن نخلق سماء مثلها (¬1)، يعني أنه لما ذكر قدرته على خلق السماء ذكر أنه موسع لخلق مثلها. أي مطيق قادر.
وقال أبو إسحاق: جعلنا بين السماء والأرض سعة (¬2).
قال الأزهري: جعل أبو إسحاق أوسع بمعنى وسع (¬3). وعلى هذا يجوز أيضًا أن يعود التوسع إلى الرزق، فقد روي عن ابن عباس أنه قال: إنا لموسعون الرزق على خلقنا (¬4).

48 - قوله تعالى: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} قال ابن عباس: فنعم ما وطأت لعبادي (¬5). وأوسعت عليهم، يعني الأرض.
قال أبو إسحاق: المعنى: فنعم الماهدون نحن، ولكن اللفظ بقوله: {فَرَشْنَاهَا} يدل على المضمر المَحذوف (¬6).

49 - قوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} أي صنفين ونوعين، فالزوجان في الحيوان الذكر والأنثى، وفي غير الحيوان المختلفان باللون والطعم. فيدخل في هذا الأبيض والأسود والمر والحلو.
قال مقاتل: يعني الليل والنهار، والشمس والقمر، والبر والبحر، والصيف والشتاء، والبرد والحر، والسهل والجبل، والنور والظلمة (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "التفسير الكبير" 28/ 227.
(¬2) انظر: "معاني القرآن" 5/ 57.
(¬3) انظر: "تهذيب اللغة" 3/ 96 (وسع).
(¬4) انظر: "الكشف والبيان" 11/ 190 ب، "معالم التنزيل" 4/ 234، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 52.
(¬5) انظر: "الوسيط" 4/ 180، "معالم التنزيل" 4/ 234.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للفراء 5/ 57.
(¬7) انظر: "تفسير مقاتل" 127 ب، وهو قول مجاهد أيضًا. انظر: "جامع البيان" 27/ 6، "تفسير القاسمي" 15/ 5535.

الصفحة 462