كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

الدَّع في اللغة: الدفع في قسوة وعنف. قال أبو عبيدة (¬1): دععت (¬2) في قفاه, أي دفعت, ومنه قوله: {يَدُعُّ الْيَتِيم} [الماعون: 2]، وأنشد الليث:
إذا القوم في المَحُلِ دَعُّوا اليَتِيمَا (¬3)
قال عامة المفسرين: يدفعون إلى النار دفعًا على وجوههم (¬4)، وقال قتادة: يزعجون إليها إزعاجًا (¬5). وقال مجاهد: دفرًا في أقفيتهم (¬6).
قال ابن الأعرابي: الدفر: الدفع (¬7). قال مقاتل: يغلون أيديهم إلى أعناقهم، وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم وراء ظهورهم، ثم يدفعون إلى جهنم دفعًا على وجوههم، حتى إذا دنوا منها قال لهم خزنتها قوله:

14 - {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} (¬8) قال ابن عباس: أي في الدنيا (¬9).
ثم وبخوا بما كانوا يدعون في حال التكذيب قبل انكشاف الأمر، فقيل لهم لما عاينوا مصداق الخبر

15 - {أَفَسِحْرٌ هَذَا} أي هذا الذي ترون. والمعنى يعود إلى العذاب،
¬__________
(¬1) انظر: "مجاز القرآن" 2/ 231.
(¬2) في (ك): (دعت) والصواب ما أثبته.
(¬3) لم أجده فيما اطلعت عليه.
(¬4) اانظر: "جامع البيان" 27/ 14, "تفسير القرآن العظيم" 4/ 241.
(¬5) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 247، "جامع البيان" 27/ 14.
(¬6) انظر: "تهذيب اللغة" 1/ 92 , "اللسان" 1/ 983 (دعع).
(¬7) انظر: "تهذيب اللغة" 14/ 102, "اللسان" 1/ 991 (دفر).
(¬8) انظر: "تفسير مقاتل" 128/ ب, "الوسيط" 4/ 185.
(¬9) انظر: "تنوير المقباس" 5/ 282.

الصفحة 484