كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 20)

المفسرين (¬1).
والذرية تقع على الصغير والكبير، والواحد والكثير (¬2). فمن وقوعها على الصغير الواحد قوله: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: 38] ومن وقوعها على الكبار البالغين قوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84].
ومن وقوعها على الكبير قوله: {مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} [مريم: 58]. روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه" ثم قرأ هذه الآية (¬3).
وقال عبد الله في هذه الآية: الرجل يكون له القِدم وتكون له الذرية فيدخل الجنة فيرفعون إليه لتقر بهم عينه وإن لم يبلغوا ذلك (¬4).
وقال أبو مجلز: يجمعهم الله له ما كان يحب أن يُجْمعوا له في الدنيا (¬5). وقال الشعبي: أدخل الله الذرية بعمل الآباء الجنة (¬6).
¬__________
(¬1) انظر "الكشف البيان" 11/ 196 ب، "الوسيط" 4/ 16، "معالم التنزيل" 4/ 239.
(¬2) انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 3 (ذرأ).
(¬3) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 247 موقوفًا على ابن عباس، والحاكم في مستدركه، كتاب: التفسير، سورة الطور 2/ 468، والبزار عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه قيس بن الربيع. وثقه شعبة والثوري وفيه ضعف.
انظر: "مجمع الزوائد" 7/ 114، وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" 27/ 15، "البحر المحيط" 8/ 148، وانظر: "تخريجات الكشاف" ص160، "الصواعق المرسلة" 1/ 391 - 392، "التفسير القيم" ص 449. وبه قال الجمهور.
(¬4) انظر: "التفسير القيم" ص 451.
(¬5) انظر: "الدر" 6/ 119، ونسب إخراجه لابن المنذر.
(¬6) انظر: "حامع البيان" 27/ 16.

الصفحة 489